"البترول الوطنية الكويتية": 11.5 % الارباح السنوية في مشروع الوقود البيئي

توقع نائب الرئيس التنفيذي للخدمات المساندة في شركة البترول الوطنية الكويتية خالد العسعوسي بلوغ الارباح السنوية في مشروع الوقود البيئي الى نحو 11.5 في المئة سنويا من قيمة المشروع مشيرا الى ان نسبة انجاز المشروع بلغت 36.9 في المئة حتى الان.

وقال العسعوسي خلال المؤتمر الصحفي والجولة الميدانية في مشروع الوقود البيئي التي نظمتها مؤسسة البترول الكويتية اليوم الاحد بالتعاون مع إدارة مشروع الوقود البيئي في شركة البترول الوطنية الكويتية أن المشروع يعد واحدا من أهم وأكبر المشاريع ضمن خطة التنمية في الكويت.

ولفت الى أن المشروع يهدف إلى تطوير مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي وتحويلهما إلى مجمع تكريري متكامل يتمتع بمرونة عالية تسمح بالاستجابة للتبدلات في الأسواق العالمية والإيفاء بكامل احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية المتنوعة ذات المواصفات عالية الجودة المتوافقة مع أرفع المواصفات العالمية.

ولفت الى انه تم الانتهاء من تحضير الأرض وأعمال البنية التحتية لمشروع الوقود البيئي والبدء بالأعمال الفعلية لتركيب المعدات الكهربائية والميكانيكية.

وافاد بأن الشركة حصلت على آلية التمويل للمشروع بحيث سيكون التمويل 30 في المئة ذاتيا و70 خارجيا مشيرا إلى أن مؤسسة البترول وقعت أول اتفاقية للتمويل بقيمة 4 مليارات دولار.

وعن نصيب القطاع الخاص المحلي من المشروع أكد أنها ستصل إلى مليار دينار منها 800 مليون دينار منصوص عليها بالعقود (الدينار يساوي نحو 3.278 دولار).

ولفت الى ان مصفاة الشعيبة سيتم اغلاقها في منتصف ابريل 2017 على أن تستخدم مرافقها كخزانات لمشروع الوقود البيئي.

واضاف العسعوسي ان من الأهداف المهمة للمشروع الارتقاء بكفاءة مصافي الشركة من حيث رفع مستويات السلامة والاعتمادية التشغيلية مع المحافظة على الاستخدام الأمثل للطاقة والحد بشكل كبير من الانعكاسات البيئية.

واوضح ان المشروع سيساهم في خلق فرص عمل جديدة للعمالة الوطنية مع تعزيز وتشجيع التنمية الاقتصادية المحلية مبينا انه سيوفر نحو الف وظيفة للشباب المواطنين.

وقال ان "المشروع يفرض تحديات كبيرة إلا أننا واثقون بما نمتلكه من كوادر مدربة ومؤهلة أثبتت حتى الآن قدرتها على إدارة مثل هذا المشروع الحيوي والضخم ونعمل على تذليل كل العقبات أمام تنفيذ المشروع عبر التنسيق والتعاون مع كل الجهات الرسمية في الكويت والعمل يجري على قدم وساق كما هو مخطط".

وأوضح العسعوسي ان العمل حتى الآن يسير وفق الخطة الموضوعة وضمن الجداول الزمنية المحددة لافتا إلى ان مجمل الأعمال قد نفذت دون وقوع أي حادث معيق للعمل ما يعد دليلا على الأولوية العليا التي تعطيها الشركة لمسائل الأمن والسلامة مع الالتزام الدقيق بالنظم الخاصة بها.

واستعرض بعض الأرقام التي أنجزت حتى الآن في المشروع حيث بلغت نسبة الإنجاز التراكمي الفعلي لمجمل أعمال المشروع حتى نهاية شهر أكتوبر 36.9 في المئة اضافة إلى الانتهاء من بناء وتجهيز محطة كهرباء الضغط العالي 132 كيلو فولت في مصفاة ميناء الأحمدي.

وذكر انه في تاريخ 10 أكتوبر الماضي بدأت عملية إغلاق وحدة التكسير بالعامل الحفاز المائع في مصفاة ميناء الأحمدي وتركيب برج التقطير الأساسي كما تم تحقيق 4 مليون ساعة عمل من دون تسجيل أي حادث معيق للعمل في الوحدة اضافة إلى تحقيق 5 ملايين ساعة عمل دون تسجيل أي حادث معيق للعمل في الحزمة الثانية بمصفاة ميناء عبدالله.

وقال ان المشروع بمجمله حقق أكثر من 25 مليون ساعة عمل دون تسجيل أي حادث معيق للعمل لافتا إلى انه تم إصدار شهادة الإعفاء الجمركي للمشروع.

واشار الى ان الحزمة الأولى في مصفاة ميناء عبدالله استكملت تبطين 19 من وصلات أنابيب وحدة استرجاع الغاز اضافة إلى استكمال تركيب جميع أعمدة التثبيت بينما تم صب 24 مترا مكعبا من الخرسانة كما تم تصنيع نحو 2990 طن متري من الحديد الصلب.

وحول الانجاز في الحزمة الثانية في مصفاة ميناء عبدالله قال العسعوسي انه تم استكمال ملحق المختبر والربط مع محطة الكهرباء والأعمال الهندسية مشيرا إلى انه تم حتى نهاية شهر سبتمبر الفائت اكتمال مراجعة النموذج الهندسي بنسبة 90 لوحدة التبريد 132.

وبخصوص حزمة مصفاة ميناء الأحمدي قال العسعوسي ان مراجعة النموذج الهندسي اكتملت بنسبة 90 في المئة كما تقدمت الأعمال الإنشائية المدنية في معظم مناطق المنشآت المستحدثة.

وأوضح العسعوسي انه سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة اكتمال الأعمال في نقاط أخرى أساسية مثل مراجعة الشوارع المخصصة للنقل الثقيل في كل من المصفاتين ومراجعة تحليل الحمل الزائد لنظام الشحن البحري في مصفاة الشعيبة.

وافاد بانه وفي الحزمة الثانية في مصفاة ميناء عبدالله ستتم مراجعة أعمال الحماية من الحرائق اضافة إلى اختبار الضغط الهيدروجيني الثاني للضواغط كما سيتم في مشروع ال(بي دبليو سي) استكمال الرسوم الكهربائية لنظام الإنذار من الحرائق.

وأكد أهمية تنفيذ المشروع في ظل المتغيرات العالمية الحادة والتقلبات في أسواق النفط التي ظهرت في السنة الأخيرة لافتا إلى ان المشروع يستجيب للاتجاهات العالمية متزايدة التشدد فيما يخص الاشتراطات البيئية وخفض التلوث "وهي مسائل أصبحت تحظى الآن بأولوية عالية في جميع أرجاء العالم".

وذكر ان "عددا متزايدا من الدول يفرض مواصفات لا يمكن لمنتجاتنا الحالية أن تلبيها إلى حد أن أسواقا تقليدية لم تعد ترغب بمثل هذه المنتجات فالمنافسة شديدة وفائض العرض يفرض علينا امتلاك مرونة بالتسويق أولا من خلال إيجاد وسائل جديدة لتحقيق الاستفادة القصوى من الثروة الهيدروكربونية ومنحها قيمة إضافية".

وافاد بان ذلك يتحقق عبر امتلاك قدرة تحويلية أفضل لإنتاج مواد ذات قيمة عالية وتطوير القدرة التنافسية التي تعني إنتاج منتجات بمواصفات أفضل وبكلفة أقل وهذا ما يسمح مشروع الوقود البيئي بامتلاكه وذلك مقارنة حتى بأفضل المصافي العالمية.

واوضح ان نسبة الكبريت في الغازولين الذي تنتجه الشركة حاليا يبلغ 250 جزءا في المليون ويصل إلى 2000 جزء في المليون في وقود الديزل في حين ستنخفض هذه النسبة الى أقل من 10 أجزاء في المليون بعد الانتهاء من مشروع الوقود البيئي.

واوضح ان المنتجات عالية النوعية في المصفاتين ستقلل من الانبعاثات الغازية وأكاسيد الكبريت والنتروجين إلى أقل الحدود والمعايير الدولية ما يشكل تخفيضا كبيرا على الآثار البيئية وما يعد متوافقا مع أشد الشروط والمواصفات التي تطبق في الأسواق الأميركية والأوروبية وغيرها مثل (يورو-4 / يورو-5).

ولفت الى ان هذه شروط تضمن حدودا قصوى للشوائب والملوثات والمعادن والكبريت في مختلف أنواع الوقود المستخدم في الصناعة ووسائل النقل وإنتاج الطاقة الأمر الذي سيمنح الكويت قدرة تسويقية عالية لمنتجاتها البترولية تسمح لها باختراق أهم وأكبر الأسواق العالمية.

ومن جانبه قال مدير المشروع عبدالله فهاد العجمي أن نسبة الإنجاز في المشروع ستصل ل40 في المئة قبل نهاية العام الحالي مشيرا الى ان هناك تحديات كبيرة تواجه سير المشروع منها قدرة المقاولين على جلب عمالة فنية مدربة للعمل في المشروع.

ولفت إلى أن ذلك التحدي يحتاج تكاتف جهات عدة منها وزارتا الشؤون والخارجية لتسهيل قدوم العمالة الأجنبية والتي تصل وقت الذروة الى 40 ألف عامل منهم 85 في المئة من الهند.

ومن جانبه قدم (رئيس فريق ادارة المشاريع - مشروع الوقود البيئي) المهندس وائل الجاسم عرضا تقديميا لمشروع الوقود البيئي قدم فيه اهداف المشروع والارقام المتعلقة بالميزانيات موضحا انه تم حتى الان صرف مبلغ 982 مليون دينار كويتي.

واستعرض الجاسم تفاصيل المشروع الفنية المتعلقة بعدد الوحدات الجديدة وما سيتم تحديثها او ايقافها والمعدات الخاصة بالمشروع والحجم التقديري للاعمال ونطاق عمل المشروع وفرص العمل والتوظيف وغيرها من التفاصيل المتعلقة بمشروع الوقود البيئي.

وعقب المؤتمر الصحفي تم تنظيم جولة ميدانية للصحافين للتعرف على مجريات العمل داخل أرض المشروع وقدم رئيس فريق تنسيق المشروع ميناء عبدالله (1) المهندس محمد بوعباس ورئيس فريق ميناء عبد الله (2) مهندس رياض التورة ورئيس فريق الدعم التجاري وتنسيق مشروع الكهرباء للجهد العالي نائل البلوشي شرحا لمجريات عمل المشروع.(