نبض أرقام
05:36
توقيت مكة المكرمة

2024/06/01
2024/05/31

"أدوبي سيستمز".. الشركة التي طاردتها "آبل" وكانت سبباً في ثورة الحواسيب الشخصية

2019/08/04 أرقام - خاص

في حين كان لمجموعة "أوفيس" من إنتاج شركة "مايكروسوفت" الفضل في تطور الشكل والأداء المكتبي على مدار  سنوات، حيث قدمت للموظفين أدوات تيسر عملهم، كانت مجموعة برمجية أخرى تشق طريقها لتغيير الطريقة التي تنجز  بها الأعمال.
 

 

مهام مثل المونتاج وتصميم الرسومات المعقدة أو حتى تعديل الصور وتحسين الملامح، هي إحدى أهم ميزات برنامج "فوتوشوب" الذي تصدره "أدوبي"، لكنه ليس الوحيد، إذ تصدر الشركة مجموعة واسعة من المنتجات التي يحتاجها مستخدمو الحاسوب يوميًا مثل "أدوبي ريدار" و"أدوبي أكروبات".

 

مجموعة المنتجات المتنوعة والفريدة من نوعها التي بادرت "أدوبي سيستمز" بتقديمها لعالم الحواسيب، ساعدتها على مدار أكثر من 3 عقود في شق طريقها نحو القمة وترسيخ قواعدها في سوق سريع التغير، فباتت واحدة من أكبر وأفضل العلامات التجارية في العالم.

 

انطلاقة غير متوقعة

 

- تأسست الشركة في ديسمبر عام 1982 على يد "جون وارنوك" و"تشارلز جيشك" اللذين عملا معًا في فريق بحثي لدى "زيوركس" قبل أن يستقيلا ويجمعا 2.5 مليون دولار لتأسيس نشاطهما التجاري الخاص، الذي اتخذ في البداية من مرأب "وارنوك" مقرًا له، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".

 

- كلمة "أدوبي" تعني في العربية "الطوب اللبن"، لكن ليس هذا القصد من التسمية، ولكن ترجع في الأساس إلى رافد صغير يُدعى "أدوبي كريك" يمر عبر عدة مدن في كاليفورنيا الأمريكية، وكان يقع منزل "وارنوك" بالقرب منه.

 

- كان أول منتج برمجي لهما هو "بوست سكريبت"، وهو عبارة عن لغة حاسوب قوية مكنت أجهزة الطباعة من تخطيط وفهم الصفحات الإلكترونية، واعتمدت شركة "آبل" عليه عام 1985 في طابعتها، الأمر الذي ساهم في إشعال ثورة الحواسيب الشخصية.

 

 

- نجاح المنتج الأول كان انتصارًا عظيمًا لـ"وارنوك" و"جيشك"، حيث كان يعني نجاحهما في اقتحام صناعة التقنية، بعدما حققا مبيعات قدرها 1.9 مليون دولار عام 1985، ومساهمة برنامجهما في جعل طابعات الليزر حقيقة واقعة، وبالتالي كانت لغتهما محط اهتمام الشركات والحكومة والناشرين المحترفين.

 

- في العام التالي، بلغت إيرادات الشركة 16 مليون دولار، وصافي الدخل 4 ملايين دولار، قبل أن تصدر الشركة منتجًا جديدًا ثوريًا، وهو "تايب 1" الذي يوفر للحواسيب مجموعة من خطوط الكتابة الرقمية التي يمكن طباعتها بأي دقة ممكنة.

 

رفض "آبل"

 

- في عام 1986، طرحت الشركة أسهمها للاكتتاب العام وتسارع نمو المبيعات حتى بلغت الإيرادات 168.7 مليون دولار بحلول عام 1990، بحسب موسوعة المعلومات البريطانية "بريتانيكا"، لكن قبل ذلك، كانت "أدوبي" قد دخلت في علاقة عميقة مع أحد كبار اللاعبين في عالم الحواسيب.

 

- في بداية المشوار، استحوذت "آبل كمبيوتر" (التي أصبحت "آبل" الآن) على حصة قدرها 15% من "أدوبي"، وكانت أول من يحصل على ترخيص استخدام لغة "بوست سكريبت"، وتعمقت الشراكة بين الجانبين بعد ذلك بمرور الوقت.

 

 

- لكن الدفء لم يدُم أبدًا، وتدهورت العلاقة بين الشركتين تدريجيًا في أواخر الثمانينات للاختلاف على رسوم استخدام برنامج "بوست سكريبت"، وانتهى الأمر بإعلان "آبل" خططًا لبيع أسهمها في شركة "أدوبي" عام 1989.

 

- خلال فترة الخلاف مع "آبل" التي قررت إنهاء علاقتها بـ"أدوبي"، كانت الأخيرة على موعد لبدء علاقة أخرى مع أحد عمالقة عالم الحواسيب، حيث تعاونت مع "مايكروسوفت" في تطوير نسخة محسنة من "بوست سكريبت" وتقديم تقنية أفضل للخطوط اسمها "ترو تايب".

 

- على مدار أكثر من عام، تسبب النزاع الذي عُرف إعلاميًا باسم "حروب الخطوط" في إزعاج شركات الحواسيب والناشرين، قبل توصل "آبل" و"أدوبي" إلى تسوية.

 

- في الحقيقة، تشير بعض التقارير إلى أن "ستيف جوبز" مؤسس ورئيس شركة "آبل"، طلب الاستحواذ على "أدوبي" بعد تأسيسها بفترة وجيزة مقابل 5 ملايين دولار، لكن "وارنوك" و"جيشك" رفضا، ما دفعه لشراء حصة أقلية.

 

 

الإصرار على المضي قدمًا

 

- بدت أعمال "أدوبي" في طريقها لبدء عقد جديد من الازدهار في التسعينيات، وظلت مبيعاتها تتزايد بالفعل خلال هذه الحقبة حتى عام 1998، عندما طورت "هيوليت باكارد" لغة منافسة لـ"بوست سكريبت"، ما دفع مبيعات وتراخيص "أدوبي" للهبوط 40%، وتراجع السهم بشكل حاد.

 

- طبقت "أدوبي" خطة لإعادة الهيكلة تعتمد على تقليص القوى العاملة، وإعادة تشكيل القيادة التنفيذية والتركيز على مجالات متخصصة مثل المؤسسات والشركات، وأصدرت منتجًا جديدًا يُسمى "إن ديزين" والذي كان أداة نشر متطورة، لها بديل مهيمن يصدره المنافس "كوارك".

 

- رغم المخاطرة بطرح منتج له منافس مهيمن، تفاجأ الجميع بالنجاح الكبير لـ"إن ديزين"، والذي ساهم في إعادة إحياء الشركة، وخلال عام واحد من الإصلاح، شهدت "أدوبي" واحدة من أكبر وأنجح عملات التحول في التاريخ، وسجلت مبيعات تتجاوز مليار دولار لأول مرة.

 

 

- منذ ذلك الحين، صعدت "أدوبي" سلم الهيمنة البرمجية بشكل ثابت وتدريجي إلى أن وصلت إلى المكانة التي باتت عليها الآن، حيث تبلغ قيمتها السوقية 132 مليار دولار، وتحقق مبيعات سنوية بأكثر من 9 مليارات دولار، ويعمل لديها نحو 22 ألف موظف حول العالم.

 

- حازت الشركة على العديد من الألقاب، وجاءت ضمن قوائم؛ العلامات التجارية الأكثر قيمة في العالم لعام 2019، وأكبر الشركات في العالم، وأفضل مكان للتوظيف في الولايات المتحدة والعالم، وكانت بين أفضل عشر شركات رقمية عام 2018، وفقًا لـ"فوربس".

 

- وفقًا لبيانات الشركة، فإن 250 مليار ملف يعمل بصيغة "بي دي إف" تم فتحها باستخدام منتجات "أدوبي" العام الماضي، إضافة إلى إجراء مليارات المعاملات الرقمية عبر "أدوبي دكيومنت كلاود" للخدمات السحابية، كما أن 90% من صانعي المحتوى الإبداعي يستخدمون برنامج "فوتوشوب".

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة