نبض أرقام
22:24
توقيت مكة المكرمة

2024/06/02

نذير انفجار الفقاعة.. كيف انجرفت "وي ورك" من شركة قيمتها عشرات المليارات إلى شفا الإفلاس؟

2019/10/21 أرقام - خاص

"إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده"، ربما تعبر عن الكثير من المحللين المتشائمين، الذين يحذرون منذ بضع سنوات من تطابق هذه المقولة مع ما يجري في "وادي السيليكون" الذي يواصل إفراز العديد والعديد من شركات اليونيكورن.

 

 

مخاوف المحللين ذهبت إلى احتمال تكرار سيناريو مشابه لانفجار فقاعة "دوت كوم" مطلع هذه الألفية (البعض يحذر من أزمة أشد وطأة) مستشهدين في ذلك بالتقييم المرتفع والمبالغ فيه للشركات الناشئة، والتي يرون أن بعضها بعيد كل البعد عن كونه شركة تقنية.

 

بالفعل خلصت دراسة أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة العام الماضي إلى أن شركات اليونيكورن (اليونيكورن الشركات الناشئة التي تجاوزت قيمتها مليار دولار)، كانت مقيمة بأكثر من 50% من قيمتها المستحقة.

 

تبخر أحلام "وي ورك"

 

- في عام 1999، كان متوسط عمر شركة التقنية قبل طرح أسهمها في البورصة، أربع سنوات، مقارنة بـ11 سنة حاليا، ويرجع ذلك إلى الزيادة الكبيرة في رأس المال الخاص المتاح بفضل انضمام المزيد من المستثمرين إلى أعمال الاستثمار المغامر.

 

- وفقًا للبروفيسور "جاي ريتر" من كلية "وراينغتون" للأعمال، فإن 76% من الشركات التي أصبحت عامة ومدرجة في البورصة في 2017 لم تكن رابحة خلال السنة التي سبقت الطرح الأولي، وهي أعلى وتيرة منذ طفرة "دوت كوم" في عام 2000، حينما وصلت هذه النسبة إلى 81% من الشركات.

 

- كل هذه المعطيات تعني أن فقاعة التقنيات الناشئة آخذة في الانتفاخ بشكل متسارع وربما يكون انفجارها أشد وطأة من فقاعة "دوت كوم"، ولعل أبرز مثال يشير إلى قرب الأزمة ويرسم ملامح الدمار المحتمل هو الفشل الذريع لاكتتاب شركة "وي ورك".

 

 

- الشركة التي تأسست عام 2010 وراهنت على تطور سوق العمل وتبنيه المتزايد لمفاهيم مثل العمل المستقل للموظفين وعدم رغبة الشركات في تحمل أعباء امتلاك وإدارة العقارات، كانت تخطط لطرح أسهمها في البورصة عند قيمة ربما تتجاوز 47 مليار دولار خلال سبتمبر.

 

- في البداية، ومع استشعار الخوف من عدم قبول المستثمرين في الأسواق العامة لهذه القيمة (التي يعتقدونها أكثر مما ينبغي) أشارت التقارير إلى عزم الشركة خفض التقييم إلى ما دون 20 مليار دولار، قبل قرار بتجميد عملية الطرح، ويرى محللون الآن أن قيمتها المستحقة دون 10 مليارات دولار فقط.

 

فيم أخفقت الشركة؟

 

- علاوة على مخاوف المستثمرين بشأن التقييم، فإن الشركة لا تزال تعاني لتحقيق الأرباح، وبلغت خسائرها نحو ملياري دولار العام الماضي، لكن المشكلة الأعمق التي أثارت مخاوف المستثمرين كانت تتعلق بسلوك وممارسات المؤسس "آدم نيومان".

 

- تصرفات "نيومان" أعادت إلى الأذهان القصة المأساوية لـ"أوبر" مع مؤسسها "ترافيس كالانيك" والذي ارتبط اسم الشركة تحت قيادته بالعديد من الفضائح والانتهاكات الداخلية والخارجية، فواجه في النهاية نفس المصير بعد اتفاق المستثمرين ذوي النفوذ على الإطاحة به من منصب الرئيس التنفيذي.

 

- كانت هناك مخاوف بشأن انضباط وصدق "نيومان" بعدما اكتُشف أنه حقق مئات الملايين من الدولارات عبر البيع والاقتراض مقابل أسهم شركته، وتزايد القلق بعدما حصل على نحو 6 ملايين دولار مقابل منح رخصة للشركة لاستخدام العلامة التجارية "وي".

 

 

- في الواقع، هناك انتقادات موجهة أيضًا إلى الخدمات التي تقدمها "وي ورك" باعتبارها ليست ابتكارًا ثوريًا، وإنما مجرد تطوير لمفهوم العمل الذي قدمته شركة "ريجوس" متعددة الجنسيات في أواخر الثمانينيات، حيث كانت تؤجر المساحات المكتبية وقاعات المؤتمرات بالشهر وبالساعة.

 

- مع ذلك، فإن "وي ورك" لا تكتفي بتوفير المساحات المكتبية، ولكن تقدم خدمات تشغيلية في مجالات مثل التزويد بالطعام والمالية والقانونية وتكنولوجيا المعلومات، وهو الأمر الذي يجعل منتجها مميزًا، لكنه لا يبدو كافيًا لإقناع المنتقدين بأنها شركة تقنية وليست مجرد شركة عقارية.

 

شبح الإفلاس ومخاوف السوق

 

- يقول استراتيجيو الأسهم في مصرف "مورجان ستانلي" إن فشل الطرح الأولي لـ"وي ورك" يمثل نقطة تحول حاسمة بالنسبة للأسواق، والتي تشير إلى نهاية "أيام رأس المال اللامحدود للشركات غير الرابحة"، كما أنه يعيد للأذهان ما حدث مع الشركات التي شكلت الاتجاهات العالمية في العشرين عامًا الماضية.

 

- استشهد المحللون بواقعة فشل الاستحواذ المدعوم بالقروض على "يونايتد إيرلاينز" في أكتوبر من عام 1989، والذي أنهى فعليًا جنون عمليات الاستحواذ المدعومة بالقروض، وكذلك صفقة اندماج "إيه أو إي" و"تايم وارنر" عام 2000، والتي كنت نذيرا بقرب انفجار فقاعة "دوت كوم".

 

- بعد تسجيل الشركة خسائر قدرها 1.4 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، ومخاوف المستثمرين بشأن الحوكمة الضعيفة والافتقار إلى الشفافية، أصبحت هناك مخاوف أعمق من أن تكون "وي ورك" بصدد السقوط في فخ الإفلاس.
 

الشركات الأكثر هيمنة على سوق مساحات العمل المشتركة حول العالم

الترتيب

الشركة

مساحة العمل المشتركة التي تتحكم بها

(مليون متر مربع)

01

وي ورك

2.17

02

ريجوس

1.15

03

سبيسز

0.35

04

كنوتل

0.23

05

إندستريوس

0.17

06

كونفين

0.13

07

نوفل كووركينغ

0.09

08

برمير ورك سبيسيز

0.06

09

ميك أوفيسيز

0.04

10

كار ورك بليسز

0.04

 
- الشركة التي جمعت مليارات الدولارات من التمويل خلال السنوات الماضية (تقدر استثمارات "سوفت بنك" وحدها في "وي ورك" بأكثر من 10 مليارات دولار)، أصبحت في حاجة ماسة للسيولة في ظل استمرار الخسائر رغم مكانتها الفريدة بين أقرانها في مجال مساحات العمل المشتركة.

 

- تهيمن "وي ورك" على ما نسبته 33% من سوق مساحات العمل المشتركة، ما يعني أنها ضعفا حجم أقرب منافسيها، وبنهاية النصف الأول من العام الجاري، قدرت التزاماتها طويلة الأجل بنحو 22 مليار دولار، فيما أشارت تحليلات مستقلة إلى أنها بصدد استهلاك الكاش المتوافر لديها تمامًا بحلول منتصف نوفمبر.

 

- مع ذلك، يقول الرئيس التنفيذي لمصرف "جولدمان ساكس"، "ديفيد سولومون"، إن حصة البنك في شركة "وي ورك" لا تزال قادرة على تحقيق الأرباح له، حتى رغم الانخفاض الحاد في القيمة.

 

المصادر: سي إن بي سي، أرقام، فايننشال تايمز، رويترز، الإيكونوميست، ذا أتلانتيك، ذا كونفرزشن

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة