نبض أرقام
18:15
توقيت مكة المكرمة

2024/05/17

رئيس القسم التجاري في السفارة الفرنسية: «كورونا» فرصة لتغيير النموذج الاقتصادي العالمي

2020/06/24 الأنباء الكويتية

أكد رئيس القسم التجاري في السفارة الفرنسية ارنود بولنجي قوة ومتانة العلاقات الفرنسية - الكويتية واصفا إياها بالمتطورة، حيث ان الكويت تعتبر شريكا تجاريا مهم جدا لبلاده في المنطقة، لافتا إلى أن فرنسا تحتل المركز الأول من حيث الاستثمارات الأوربية الأجنبية المباشرة في الكويت بقيمة إجمالية تقدر بـ 250 مليون دولار أميركي، بينما تحتل الكويت المركز الرابع خليجيا من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية في فرنسا بقيمة إجمالية تقدر بـ 215 مليون يورو.

وأشار بولنجي - في لقاء خاص لـ «الأنباء» - إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2019 بلغ 750 مليون يورو، منهما 536 مليون يورو صادرات فرنسية و214 مليون يورو واردات من الكويت، لافتا إلى وجود 26 شركة فرنسية لديها أعمال دائمة في الكويت وهناك إمكانية كبيرة لزيادة أعداد هذه الشركات للمشاركة في المشروعات المستقبلية، موضحا أن بلاده مستعدة لوضع كافة الخبرات الفرنسية المشهود بها عالميا في متناول الكويت تعزيزا للشراكة بين البلدين، كاشفا عن زيارة وفد كبير من ممثلي الشركات الفرنسية إلى الكويت نهاية هذا العام أو مطلع العام القادم، مشيرا إلى ضرورة الاتجاه أكثر نحو التنمية المستدامة والاعتماد أكبر على الطاقة المتجددة والمشروعات الصديقة للبيئة، مبينا ان أزمة تفشي فيروس كورونا تعتبر فرصة مواتية لتغيير النموذج الاقتصادي العالمي.


فإلى تفاصيل اللقاء:

كيف تصف العلاقات الكويتية - الفرنسية؟

- العلاقات الفرنسية - الكويتية علاقات متميزة وتاريخية، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، وهي علاقات واعدة ومتطورة في مجملها وهناك إمكانية كبيرة لتوسيع مجالات التعاون الثنائي بما يتناسب مع الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان الصديقين.

وعلى الصعيد الاقتصادي نجد أن فرنسا تحتل المركز الأول من حيث الاستثمارات الأوروبية الأجنبية المباشرة في الكويت، ونحن في السفارة نواصل مساعينا لجعل فرنسا أكثر جاذبية وبيئة ملائمة للاستثمارات الكويتية عن طريق تعريف المستثمرين الكويتيين بالإمكانات الهائلة التي تتمتع بها فرنسا والفرص الاستثمارية المتاحة.

نعلم أن هناك مستثمرين كويتيين في فرنسا سواء على مستوى القطاعين العام والخاص أو حتى الأفراد من أبرزها الهيئة العامة للاستثمار والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، لكننا نسعى لزيادة حجم هذه الاستثمارات ونحرص على تنوعها، وكما نعمل جاهدين على مساعدة المستثمر الكويتي لإعادة اكتشاف فرنسا كوجهة استثمارية مميزة وبيئة آمنة وملائمة لاستقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال ولذلك علينا أن نضاعف من مجهوداتنا في هذا الصدد حيث إن الوضع الراهن يشير إلى وجود اهتمام من قبل رؤوس الأموال الكويتية بالاستثمار في دول أوروبية اخرى.

بصفة عامة الكويت تعتبر شريكا تجاريا مهماً لنا في المنطقة، ففي مجال النقل الجوي لدينا شراكة مهمة جدا بين الخطوط الجوية الكويتية و«إيرباص» وهي منتج أوروبي ولكن جزءا منها يتم تجميعه في «تولوز» في فرنسا، وهناك شراكة أيضا مع ألافكو ALAFCO، لتمويل وشراء وتأجير الطائرات، كما يوجد عدد من الشركات الفرنسية تعمل في مجال النفط والغاز مثل شركة «تكنيك» وهي شركة استشارات فرنسية ولديها عقود طويلة الأمد مع شركة نفط الكويت.

وفي القطاع المالي لدينا بنك فرنسي في الكويت BNP Paribas، كما وقعنا العام الماضي على مذكرة تفاهم بين مؤسسة البترول الكويتية وBPI FRANCE لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين وبشكل خاص التعاون في مجال التسهيلات الائتمانية والدعم التمويلي لمشاريع قائمة ومستقبلية مع الشركات الفرنسية بقيمة مليار يورو.

ولدينا علاقات مميزة مع غرفة الصناعة والتجارة وسيكون لدينا وفد كبير من ممثلي كبريات الشركات الفرنسية سيزور الكويت نهاية هذا العام أو مطلع العام القادم بعد أن تستقر الأمور في جائحة كورونا.

* ذكرت أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات الأوروبية المباشرة في الكويت، فما حجم هذه الاستثمارات؟
- يقدر حجم الاستثمارات الفرنسية في الكويت بـ 250 مليون دولار أميركي ونسعى إلى زيادة حجمها في المستقبل القريب بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة في البلدين الصديقين.

* كم عدد الشركات الفرنسية التي تعمل في الكويت؟ وحجم مشاركتهم في مشروعات الخطة التنموية ورؤية الكويت الطموحة 2035؟
- لدينا 26 شركة فرنسية لديها أعمال دائمة في الكويت وهناك إمكانية كبيرة لزيادة أعداد هذه الشركات للمشاركة في المشروعات المستقبلية، الكويت لديها رؤية تنموية طموحة 2035 تضم مشروعات ضخمة ولدينا عدد من الشركات الفرنسية التي تشارك في تنفيذها وأخرى تنافس على المشاركة لتضع خبراتها في متناول الكويت مثل شركة «تاليس» المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تنافس للمشاركة في مشروع مطار الكويت الجديد، وللعلم هي شركة موجودة بالفعل في المنطقة ولها مشاريع شراكة في عمان والإمارات والبحرين، كما لدينا شركة تعمل مع وزارة الأشغال في مشروع كبير في محطة لمعالجة المياه في أم الهيمان بقيمة تقدر بـ 200 مليون دولار، كما تنافس شركة فرنسية أخرى «Saint Gobain» على توريد مستلزمات شبكة أنابيب الصرف الصحي.


ولدينا شركة فرنسية ستساهم في مشروع معالجة مياه الصرف الصحي في محطة كبد لكنها في انتظار الموافقة النهائية بعد انتهاء جائحة كورونا.

وبصفة عامة نحن على استعداد لوضع كافة الخبرات الفرنسية المشهود بها عالميا في متناول الكويت تعزيزا للشراكة بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.

تبادل تجاري واعد

ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

- حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 750 مليون يورو في عام 2019 حيث بلغ حجم الصادرات الفرنسية إلى الكويت حوالي 536 مليون يورو في حين بلغت وارداتنا من الكويت حوالي 214 مليون يورو.

* ما مدى اهتمام الشركات الفرنسية بالسوق الكويتي وأبرز جهود السفارة لتعزيز هذا الاهتمام لإيجاد فرص جديدة لها واستشراف آفاق جديدة للتعاون؟
- الشركات الفرنسية مهتمة بالفعل بالسوق الكويتي ولكن هذا الاهتمام ليس بالقدر المرضي لنا ولذلك تبذل السفارة مجهودات كبيرة بالتعاون مع شركائنا الكويتيين لتعزيز هذا الاهتمام عن طريق توضيح الفرص المتاحة في السوق الكويتي والإمكانات الهائلة المتوافرة فيه والتي تعتبر فرصا مهمة للتعاون.

في نوفمبر الماضي نظمنا حدثا اقتصاديا في دبي ضم المديرين الإقليميين لـ 80 من ممثلي الشركات الفرنسية العاملة في المنطقة وبحضور رجال أعمال كويتيين وكان بدر ناصر الخرافي ضيف الشرف الذي عرض بدوره على ممثلي الشركات الفرنسية الإمكانات والفرص المتاحة في السوق الكويتي، ونخطط لتنظيم حدث مماثل في الكويت بعد انتهاء جائحة كورونا.

تعاون مثمر

* ماذا عن تعاونكم مع الهيئة العامة للاستثمار؟

- الهيئة العامة للاستثمار أحد المساهمين الأساسيين في مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «قمة كوكب واحد» one Planet Summit والتي أطلقها الرئيس الفرنسي منذ 3 سنوات في نيويورك، كما عرضت الكويت مؤتمر مجموعة العمل السنوي القادم لهذه القمة والذي ربما يعقد في نوفمبر القادم قبل أو بعد قمة مجموعة الـ 20 والمقرر انعقادها في المملكة العربية السعودية وتحديدا في الرياض.

* ما حجم الاستثمارات الكويتية في فرنسا وما مدى اهتمام الكويتيين بقطاع العقار؟
- ووفقا لآخر الإحصاءات المتوافرة لدينا الاستثمارات الكويتية في فرنسا تنمو بصورة ملحوظة وتحتل المركز الرابع خليجيا من حيث حجم الاستثمارات في فرنسا بعد قطر والإمارات والسعودية، وفي نهاية عام 2018 بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في فرنسا 215 مليون يورو، بينما تقدر استثمارات قطر بحوالي 3.5 مليارات يورو والإمارات بـ 1.5 مليار يورو والسعودية بـ 450 مليون يورو.

وجدير بالذكر أن العام الماضي كان عاما جيدا لفرنسا من حيث قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لك أن تعلم أن 30 ألف شركة أجنبية أنشأت لها مقار في فرنسا يشغلون حوالي 2 مليون موظف أي ما يعادل 10% من قوة سوق العمل في فرنسا، وعليه تأتي فرنسا في المركز الثاني بعد ألمانيا من حيث عدد الشركات الأجنبية في أوروبا.


والعام الماضي احتلت فرنسا المركز الأول أوروبيا من حيث حجم المشروعات الاستثمارية الأجنبية الجديدة.

تعويض خسائر «كورونا»

إلى أي مدى ستؤثر تبعات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي؟

- كبريات الـمؤسـسات الاقتصادية العالمية أعلنت أن كورونا كارثة ستكون لها تبعات خطيرة على الاقتصاد العالمي، لكن نأمل أن يكون عام 2021 انطلاقة جديدة للاقتصاد العالمي تكون بمنزلة تعويض عن خسائر العام الحالي.

ونحن في فرنسا نؤمن أن هذه الجائحة كانت فرصة لتغيير النموذج الاقتصادي المتبع في العالم والاتجاه أكثر نحو التنمية المستدامة والاعتماد بصورة أكبر على الطاقة المتجددة والتركيز على المشروعات الصديقة للبيئة.

إجراءات الكويت لمكافحة «كورونا» تستحق الإشادة

قال رئيس القسم التجاري في السفارة الفرنسية ارنود بولنجي إن الآلية التي اتخذتها الحكومة الكويتية في مكافحة «كورونا» والحد من انتشاره تستحق الإشادة، وأرى أن تعاملها مع الأزمة كان مهنيا واستجابتها كانت سريعة واتخذت عددا من الإجراءات المؤثرة والسليمة لحماية المواطن والمقيم، فضلا عن أنها انتهجت نهجا شفافا منذ البداية من حيث الإعلان عن أعداد المصابين وكانت تمدنا بالمعلومات الموثوقة أولا بأول.

ونحن في السفارة نتابع عن قرب هذه الإجراءات ونلتزم بها التزاما وثيقا ونحن على ثقة أن الكويت قادرة على تخطي هذه الأزمة ونأمل أن يعود النشاط الاقتصادي في أقرب وقت ممكن.

رسالتي إلى المستثمر الكويتي: لدينا فرص متنوعة ومميزة

خلال اللقاء، وجه رئيس القسم التجاري في السفارة الفرنسية ارنود بولنجي رسالة إلى المستثمرين الكويتيين، قائلا: أعيدوا اكتشاف فرنسا كمركز تجاري رائد ووجهة اقتصادية وتجارية واستثمارية مميزة، ما أود أن أشدد عليه أن فرنسا ليست قطاع العقار فقط ولكنها تحفل بالفرص الاستثمارية المتنوعة والمميزة، ويجب ألا تترددوا في مراجعة القسم التجاري في السفارة للإجابة عن أي استفسار أو الحصول على المعلومات وطلب العون فيما يخص الاستثمارات والعلاقات التجارية والاقتصادية.

محطة الزور والشراكة الناجحة بين البلدين

قال ارنود بولنجي إن شركة شمال الزور الأولى للطاقة والمياه تعتبر مثالا على نجاح الشراكة الفرنسية - الكويتية، حيث تقوم المحطة بتحلية 20% من مياه الشرب في الكويت وتنتج 10% من الكهرباء بقيمة إجمالية تقدر بـ1.5 مليار دولار.

والمشروع هو نتاج الشراكة المميزة شركة إنجي وشركة سوميتومو كوربوريشن وشركة عبد الله حمد الصقر وإخوانه مع السلطات والمستثمرين الكويتيين. وستتقدم إنجي إلى مناقصة الزور الثانية بمجرد طرحها.

الأعمال التجارية الزراعية قطاع واعد للتعاون

عبر رئيس القسم التجاري في السفارة الفرنسية عن تمنياته بأن تعود «توتال» إلى العمل بالكويت في المستقبل القريب لتستأنف نشاطاتها فهي إلى الآن لديها علاقات تواصل جيدة بالرغم من أنها خرجت من السوق الكويتي في 2018، بالإضافة إلى أن قطاع الأعمال التجارية الزراعية يعتبر قطاعا واعدا للتعاون الثنائي وهناك إقبال كبير على المنتجات الفرنسية في السوق الكويتي ولذلك المجال مفتوح لتطوير علاقتنا التجارية في هذا المجال، حيث تمثل منتجاتنا حوالي 1.2% من إجمالي الصادرات الكويتية في هذا المجال.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة