نبض أرقام
18:39
توقيت مكة المكرمة

2024/06/08
2024/06/07

كابلات الألياف البصرية لشبكة الكهرباء تزيد سرعة الإنترنت 40 ميجابايت بدلا من 3 ميجا في الثانية

2014/12/28 جريدة عمان

أثمرت الشراكة والتعاون بين شركتي العمانية للنطاق العريض والعمانية لنقل الكهرباء، عن نجاح تجربة استخدام كابلات الالياف البصرية لخطوط كهرباء الجهد العالي في توفير خدمات الجيل الثالث والرابع من خدمات الانترنت، مما يبشر بإمكانية التوسع في هذا الامر وتعميمه بما يخدم نحو 450 قرية قي السلطنة لا تصلها خدمات الانترنت، وهي قرى بعيدة وتزداد فيها التضاريس صعوبة، ويضمن نجاح التجربة وصول خدمات انترنت فائقة السرعة الى هذه القرى، وغيرها من المناطق الحضرية بواسطة كابلات الالياف البصرية التابعة للعمانية لنقل الكهرباء، وهي كابلات تنتشر في معظم مناطق السلطنة وتغطي حتى المناطق ذات التضاريس الوعرة.

دشن التجربة بنجاح الخميس الماضي سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات ومسؤولو الشركتين وهيئتا تنظيم الاتصالات وتنظيم الكهرباء ومسؤولو شركة العمانية للاتصالات (عمانتل).

وكانت الشركة العمانية للنطاق العريض قد عملت منذُ إنشائها وإقرار استراتيجيتها الوطنية من قبل مجلس الوزراء، على توفير البنية الأساسية لمزودي خدمات النطاق العريض في مختلف المحافظات بالسطنة، بما في ذلك خدمات الجيل الثالث والرابع باستخدام تقنيات الالياف البصرية في المدن والمناطق الحضرية، واستخدام تقنية الأقمار الصناعية في المناطق النائية والريفية، وهذه الأخيرة هي الأولى من نوعها في السلطنة.

وتعتبر التجربة نموذجا للتعاون والتشارك بين المؤسسات الحكومية، يعكس الاستغلال الامثل للبنية الاساسية لقطاع الكهرباء، والاستفادة من هذه البنية في مجال الاتصالات حتى تجني السلطنة حصاد استثمار السنوات الماضية، والعمل المشُترك الذي كُلل بالنجاح بالتنسيق مع هيئة تنظيم الكهرباء والشركة العمانية لنقل الكهرباء، ويعتبر استغلال البنية الأساسية للاتصالات التابعة لشركات الكهرباء والمتمثلة في كابلات الالياف البصرية، التي تعتلي ابراج الكهرباء للجهــد العالي خـير مثال لاستغلال تلك البنية.

كيفية تنفيذ التجربة

تم اختيار محطة للهاتف المتنقل في ولاية بوشر(منطقة حمام الصُنب) التي تبعد حوالي 40 مترا من برج نقل الكهرباء واختيار نقطة التقاء تبعد حوالي 400 متر، ما بين خط نقل الكهرباء وشبكة الألياف البصرية التابعة لعمانتل، وتم استخدام شبكة الألياف البصرية التابعة للشركة العمانية لنقل الكهرباء للربط بين محطة الهاتف المتنقل (التي تم ترقيتها من قبل عمانتل الى الجيل الرابع) وشبكة الألياف البصرية التابعة لعمانتل، وقامت الشركة العمانية للنطاق العريض بالتنسيق مع الجهات المعنية برسم المسار المتفق عليه، فضلاً عن الأعمال الإنشائية ومد كوابل الألياف البصرية ما بين شبكات نقل الكهرباء ومحطة الهاتف المتنقل وشبكة عمانتل بمسافة تقدر بحوالي (440) مترا من الطرفين بتكلفة تعادل (9) آلاف ريال عماني، علماً بأن تكلفة الربط المباشر بين محطة الهاتف المتنقل وأقرب مقسم لعمانتل لمسافة (30) كلم تقدر بــ (137) ألف ريال عماني، مع الأخذ في الاعتبار المدة الزمنية المطلوبة لتنفيذ هذا الربط، وقد تم الانتهاء من المشروع بنجاح، حيث أصبحت محطة الهاتف المتنقل بعد ربطها بشبكة الألياف البصرية، وترقيتها الى الجيل الرابع توفر سرعة اتصال بشبكة الإنترنت تقارب (40) ميجابايت في الثانية بعد أن كانت السرعة التي توفرها المحطة قبل المشروع لا تتجاوز (3) ميجابايت في الثانية.

وهذا الأمر وفّر المال والجهد في آن واحد، من خلال إعادة استخدام البنية الأساسية للاتصالات التابعة للمؤسسات والواحدات الحكومية القائمة، وبما يتوافق وأهداف الحكومة في السعي لايصال خدمات النطاق العريض لمختلف أرجاء السلطنة في أسرع وقت ممكن، وتقليل التكاليف في الاعمال المدنية والحفريات وعدم تفويت الفُرص في استغلال المشاريع القائمة والمستقبلية لمد البنية الاساسية لمزودي خدمات النطاق العريض في السلطنة.

اهتمام حكومي

تهتم الحكومة بهذا القطاع الحيوي من خلال رفد المؤسسات الحكومية بكل ما هو ضروري لإنشاء بنية أساسية تُغطي أنظمة اتصالاتها سواء التماثلية أو الرقمية، وتوفير الموارد المالية اللازمة لإيصال هذه الخدمات عبر مختلف الوسائل سواء كانت شبكات الياف بصرية، أو اتصالات لاسكلية عبر أبراج الاتصالات، وهي بمثابة استثمار طويل الامد لتلك المؤسسات، حيثُ يأتي تنظيم استغلال البنية الاساسية غير النشطة والنفاذ إليها من قبل الحكومة في مخلتف الوزارت والوحدات الحكومية دعامة أساسية للشركة العمانية للنطاق العريض لاستغلال تلك البنية بشكل أمثل.

التغلب على صعوبة التضاريس

وتعتبر الشركة العمانية للنطاق العريض شريكاً رئيسيا في عملية التنيمة سواءً في القطاع الحكومي من حيث التمويل وتقنين الاستخدام، أوالقطاع الخاص من حيث التنفيذ والربط مع مزودي الخدمات؛ بهدف تذليل الصعاب وتحقيق رؤية الحكومة في ايصال خدمات النطاق العريض إلى مختلف أرجاء السلطنة، وفي وقتِ قياسي رغم المساحة والتضاريس الجغرافية التي تتمتع بها السلطنة، ونظراً للبنية الاساسية التي تتمتع بها الشركة العمانية لنقل الكهرباء، فإن التجربة التي قامت بها الشركة العمانية للنطاق العريض في ترقية احد أبراج الشركة العمانية للاتصالات عبر كابلات الالياف البصرية، التابعة للشركة العمانية لنقل الكهرباء ما هو إلا دليل على أن البنية الاساسية للشركة كفيلة، بأن تستخدم في إنجاح أهداف الحكومة لتوصيل خدمات النطاق العريض لمختلف أرجاء السلطنة، وأن التعاون بين مختلف الوحدات الحكومية هدف تسعى الشركتان لتحقيقه خدمة لمصلحة الوطن تحت ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -أبقاه الله-.

وفي تعليقه على نجاح هذه التجربة اكد سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات: ان نجاح التجربة والتي من المتأمل تعميمها على العديد من القرى والمناطق بالسلطنة يؤكد اهمية التعاون والشراكة بين مؤسسات الدولة واستغلال البنية الاساسية، التي وفرتها الحكومة على مدار سنوات بدلا من القيام بعملية وضع كابلات تخصص لخدمة الاتصالات، بينما هي متوفرة بالفعل لدى العمانية لنقل الكهرباء، وبالتالي يمكن الانتفاع بها وهذا ما فعلته الشركة العمانية للنطاق العريض، عندما نسقت وتعاونت مع العمانية لنقل الكهرباء وحصلت على خرائط كابلات الالياف البصرية بدلا من الحفر ووضع كابلات جديدة.

هذه التجربة وفرت بلا شك ملايين الريالات، التي يمكن ان تنفق بينما لدينا بنية اساسية جاهزة وجيدة.

وأكد سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات على أهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات الحكومية؛ لما فيه تحقيق المصلحة العامة والتقليل من التكلفة.

وأعرب سعادته عن أمله في سرعة انتهاء الاجراءات الخاصة بتعميم هذه التجربة وسرعة انتفاع العديد من مناطق السلطنة بخدمات الإنترنت فائق السرعة.

الحاجة للتكامل والشراكة

اكد المهندس سعيد بن عبدالله المنذري الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للنطاق العريض، أنه وعلى الرغم من وجود هذه الخطط الطموحة والرغبة الجامحة من قبل الحكومة وتوفير الدعم المادي لتنفيذها، إلا أنه لايخفى على أحد أن تنفيذ مشاريع البنية الأساسية في السلطنة، يتطلب جهودا مضاعفة بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة والمتنوعة للسلطنة، فضلاً عن التوزع السكاني المتفرق وبكثافة سكانية قليلة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن معدل الانتشار السكاني في السلطنة يعادل 10 أشخاص لكل كيلومتر مربع ، وهي نسبة قليلة مقارنة بالكثير من دول المنطقة والعالم، وبالنظر إلى قلة هذه الشريحة المستفيدة وصعوبة الطبيعة الجغرافية، يتضح لنا مدى الحاجة الملحة للتكامل والشراكة في مشاريع البنية الأساسية، وبتكاتف الجميع سنحقق نقلة نوعية في البنية الأساسية للاتصالات؛ لبناء مجتمع رقمي متقدم، يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي للأمام، والذي بدوره سيكون سببا في رفع الناتج الإجمالي المحلي للسلطنة.

جهود العمانية لنقل الكهرباء

وفي مجال التعاون واستغلال البنية الأساسية أشار المهندس علي بن سعيد الهدابي الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية لنقل الكهرباء الى أن التعاون المشترك بين مختلف المؤسسات الحكومية هدف نسعى لتحقيقه جميعاً؛ وذلك بغرض تسهيل وصول الخدمات إلى المستخدمين سواءً على المستوى الفردي أو المؤسسي، والشركة العمانية لنقل الكهرباء ليست بمعزل عن تلك المؤسسات، حيثُ تسعى جاهدة لتوصيل خدماتها عبر كل الوسائل وبجودة عالية حسب الأطر والقوانين التي وضعتها الجهات المنظمة لمثل هذه الخدمات، وذلك بهدف التسهيل على المستخدمين في قطاع الكهرباء، وفي الحقيقة النقلة النوعية التي تشهدها السلطنة في توفير خدمات النطاق العريض مُبشرة بالخير، خاصة في ظل وجود البنية الأساسية الجاهزة، كما هو الحال معنا في شركة نقل الكهرباء، حيث يعتبر التعاون مع الشركة العمانية للنطاق العريض لاستغلال البنية الأساسية في شبكة نقل الكهرباء لهُ فوائده لكلا المؤسستين، بشكل خاص وعلى قطاعي الكهرباء والاتصالات بشكل عام، ناهيك عن استفادة باقي المؤسسات والمواطن على وجه الخصوص، مُتمنياً كل التوفيق للقائمين على هذه المشاريع الحيوية والنهوض بعمان إلى مصاف الدول المتقدمة.

النموذج التشغيلي

وقال قيس الزكواني المدير التنفيذي لهيئة تنظيم الكهرباء: رحبنا بالفكرة، وهذه الكابلات هي مسؤولية العمانية لنقل الكهرباء وبالتالي هي المعني بحمايتها والحفاظ عليها وحسن استغلالها .. وقد راجعنا كافة التشريعات المتعلقة بهذا الأمر ولم نجد ما يخالفها بل على العكس تماما رحبنا بالفكرة وطلبنا من شركات الكهرباء التعاون مع العمانية للنطاق العريض.

وقال المهندس يوسف بن عبد الله البلوشي نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الاتصالات: ان نجاح التجربة يساعد على توصيل خدمات الانترنت الى المناطق البعيدة في السلطنة، ويوفر الكثير من التكاليف ويوسع من رقعة تقديم خدمات النطاق العريض عبر الالياف البصرية التي تتمتع بقدرة على النقل بسعات عالية .

وقال طلال المعمري الرئيس التنفيذي لعمانتل: ان التجربة تأتي في اطار جهود العمانية للنطاق العريض وهي تعكس التعاون والتكامل بين المؤسسات، وهو تعاون مطلوب يؤدي الى توفير الجهود وكذلك الأموال التي يمكن انفاقها في بنية اساسية جديدة، واشار المعمري الى فرق التكلفة في حالة عدم وجود الالياف البصرية للعمانية لنقل الكهرباء.

وقال: إننا بانتظار اعداد النموذج التشغيلي للبدء في تعميم التجربة على كافة المناطق الريفية والحضرية، وذلك تحت اشراف هيئة تنظيم الكهرباء وهيئة تنظيم الاتصالات والخروج بنموذج يطبق خاصة خارج مسقط، حيث إن الاستفادة الأكبر من نجاح هذه التجربة ستكون للمناطق خارج مسقط.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة