نبض أرقام
21:16
توقيت مكة المكرمة

2024/05/22

مجلس حكماء «الوطني» يُثبت حكمة تشكيله

2013/09/30 القبس

يمثل إطلاق المجلس الاستشاري الدولي أو مجلس حكماء البنك الوطني، أحد أهم مراحل التطور المؤسسي في مسيرة بنك الكويت الوطني خلال الألفية الجديدة، خصوصا أنه جاء قبيل اندلاع الأزمة المالية العالمية ليؤكد صحة استراتيجيات البنك ونجاحها، وسعيه إلى تعزيز معايير الحوكمة المؤسسية الرشيدة لديه في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق الإقليمية والعالمية.

واليوم بعد مرور 6 سنوات على تأسيس هذا المجلس، يمكن القول ان البنك استطاع من خلال هذه التجربة أن يكون صاحب الأسبقية بين الكثير من المصارف العالمية، والبنك الخليجي والعربي الوحيد الذي يعتمد هذا التوجه. أما على الجانب المؤسسي، فقد رأت الإدارة التنفيذية اهمية الاستفادة من شبكة العلاقات الدولية والإقليمية الواسعة للبنك، سواء من خلال عضويته في المنتدى الاقتصادي العالمي، أو مجموعة الثلاثين الدولية أو معهد التمويل الدولي – والذي يشغل عضوية مجلس ادارتها الرئيس التنفيذي للمجموعة ابراهيم شكري دبدوب - بحيث يشكل المجلس الاستشاري رافداً مهماً في التوجهات الاستراتيجية والمؤسسية في إطارها العام، لا سيما في ظل الأسماء والشخصيات العالمية التي يضمها، وليعمق مفهوم الحوكمة والشفافية. وهو النهج الذي درج «الوطني» على اعتماده منذ تأسيسه في عام 1952، في الفصل التام بين مهام مجلس الإدارة والمهام التنفيذية.

وقد جاءت توجهات وتوصيات المجلس الاستشاري الدولي لتؤكد صحة الخيارات الاستراتيجية المعتمدة من قبل الإدارة التنفيذية في العديد من المحطات الرئيسية التي تلت تأسيسه، لا سيما منها تلك التي صدرت في أعقاب الأزمة المالية العالمية.


البذور الأولى

وعلى الرغم من السمعة الطيبة التي كونها البنك في المحافل الدولية، والعلاقات الوطيدة التي كونها، فان تأسيس تجمع فريد بحجم المجلس الاستشاري الدولي ونوعيته وأهدافه لم تتسم بالسهولة، على الأقل لجهة أن تتمكن مؤسسة مصرفية عربية من إقناع شخصيات عالمية من الوزن الثقيل بالانضمام إليها، ووضع خبراتها المهنية وتوقعاتها المستقبلية على طاولة «الوطني»، ولعل هذا الواقع عبر عنه صراحة رئيس المجلس الاستشاري الدولي ورئيس الحكومة البريطانية السابق السير جون ميجور، خلال فعاليات الاجتماع السنوي للمجلس الذي عقد في فبراير 2010 في البحر الميت في الأردن، إذ قال «ان شيئاً من التردد ساوره خلال المرحلة الأولى من الاتصالات التي سبقت تأسيس المجلس وتولى رئاسته»، مشيراً إلى أنه بعد مرور 3 سنوات على هذه الخطوة أصبح بنك الكويت الوطني مصدر فخر له، بالنظر إلى النجاحات التي قدمها والأسلوب الذي اعتمدته قيادة البنك في التعاطي مع الأزمة المالية العالمية، والتي جعلته بمنأى عن تداعياتها بخلاف العديد من المؤسسات المصرفية العالمية العريقة».


توليفة عابرة للقارات

من جهة أخرى، وإذا كان بنك الكويت الوطني قد تفرد في إطلاق مؤسسة مجلس الحكماء، كخطوة أولى من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العديد من الدول حول العالم، إلا أن البعد الأهم الذي حملته تلك المؤسسة تمثل في أسماء الشخصيات العالمية التي شغلت عضوية المجلس، مشكلة بذلك توليفة عابرة للقارات يصعب جمعها تحت مظلة واحدة، وهي تضم شخصيات عملت، ولا تزال، في أعرق المؤسسات العالمية، أما من حيث التوزيع الجغرافي فان المجلس الاستشاري الدولي احتضن العالم من أقصاه إلى أقصاه، بدءاً باليابان، مروراً بالهند وسنغافورة، وصولاً إلى أوروبا وأميركا، من دون أن يغفل المنطقة العربية والخليجية بما تضمه من كفاءات وكوادر وخبرات. وكان من بين أبرز هذه الشخصيات الرئيس التنفيذي لمؤسسة الاستثمار في سنغافورة قبل أن يتولى منصب رئيس حكومة سنغافورة حالياً د. توني تان، ورئيس معهد العلاقات المالية الدولية في اليابان تويو جيوتين، ورئيس وزراء سنغافورة السابق جوه تشوك تونغ، ورئيس شركة «ريلاينس» الهندية العالمية موكيش امباني. ومن أوروبا الرئيس السابق لبنك باركليز ماثيو باريت، ورئيس بنك فان لانشت في هولندا والمستشار السابق لمجلس إدارة بنك إي بي أن أمرو توم دي سوان، ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب.

ومن أميركا المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي في مؤسسة بيمكو والشخصية الاقتصادية العالمية البارزة د. محمد العريان، ومستشار أول ونائب الرئيس السابق في سيتي غروب وليام رودز، والرئيس الفخري للمعهد الوطني للبحوث في أميركا والبروفيسور في جامعة هارفارد مارتن فيلدستاين، إلى جانب رئيس دويتشه بنك الألماني العريق جوزيف آكرمان.

أما المنطقة العربية، فضمت: رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الأمير تركي الفيصل، رئيس الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي عبد اللطيف الحمد، رئيس مجموعة أوراسكوم تليكوم نجيب ساويرس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة العليان المالية لبنى العليان.

كما ان إدارة البنك أدركت أهمية الاستفادة من التجربة الاقتصادية التركية عبر الاستعانة بمجموعة من الشخصيات؛ رئيس مجموعة كوتش التركية مصطفى كوتش، رئيسة مجلس إدارة بنك آك بنك التركي سوزان سابانجي ديشير، وغيرهما من الشخصيات العالمية.


مفارقات تاريخية

من جهة أخرى، كان من اللافت أن تسجل تجربة المجلس الاستشاري الدولي لبنك الكويت الوطني، عدة مفارقات تاريخية مع بعض الشخصيات العالمية الأعضاء فيه، إذ لم يكن من قبيل الصدفة ان يتقلد عدد منهم، خلال فترة متقاربة زمبياً، مناصب رفيعة أو مهام غير تقليدية سواء قبل انضمامهم إلى المجلس أو بعد هذا الانضمام، كان أبرزهم:

- اختيار الرئيس الأميركي باراك أوباما، عضو المجلس الاستشاري الدولي في البنك، الشريك والرئيس التنفيذي في مؤسسة بيمكو د. محمد العريان رئيساً لمجلس التنمية العالمية، الذي يتركز اختصاصه في تقديم المشورة للرئيس الأميركي والمسؤولين حول السياسات العالمية الأميركية، وإبداء الرأي حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ود. العريان في الوقت نفسه يعد من الأعضاء المؤسسين للمجلس الاستشاري الدولي، وقد كانت له مساهمة فاعلة إلى جانب المجلس نفسه والإدارة التنفيذية في وضع وتحديد معالم استراتيجية بنك الكويت الوطني.

- اختيار د. العريان لهذا المنصب، سبقه انتخاب العضو السابق في المجلس الاستشاري الدولي د. توني نان كنغ يام رئيساً لسنغافورة، وهو كان يشغل قبل ذلك منصب نائب رئيس الوزراء في بلاده، وكذلك فقد شغل مهام المدير التنفيذي للصندوق السياسي لسنغافورة أو ما يعرف بمؤسسة سنغافورة للاستثمار.

- كذلك فقد تولى عضو المجلس، وكبير المستشارين السابق في بنك مورغان ستانلي العالمي ديفيد وولكر، رئيساً لمصرف باركليز البريطاني، وهو البنك الذي واجه، كغيره من عدد كبير من المصارف الأوروبية والأميركية، عدة تحديات ناتجة عن الأزمة المالية العالمية، وما كان اختيار وولكر لهذا المنصب إلا ليعيد وضع البنك على السكة الصحيحة، وهو واقع يعيد تأكيد أهمية تواجد شخص يحظى بهذه الثقة الدولية والخبرة المصرفية، ليكون بين أعضاء المجلس الاستشاري الدولي للبنك الكويت الوطني.

- ولأن إدارة البنك، تحرص على ضخ دماء جديدة في عروق مجلسها الدولي، عبر الاستعانة بشخصيات عايشت التطورات، لا سيما خلال هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم، فقد أتى انضمام رئيس معهد التمويل السابق تشارلز دالارا إلى عضوية المجلس، وهو القادم من أكبر عملية هندسية وإعادة هيكلة ديون سيادية في التاريخ، عبر قيادته عملية اتفاق مبادلة الديون اليونانية.

- والحديث عن تجارب إعادة هيكلة الديون والخبرات المصرفية، يعيد كذلك التذكير بانضمام شخصيتين مرموقتين إلى المجلس الاستشاري الدولي: الأولى الرئيس التنفيذي السابق لمصرف «دويتشه بنك» الألماني الشهير جوزف أكرمان، وهو الذي ارتبط اسمه بالمصرف الألماني على مدى 15 عاماً وتولى فيه عدة مهام قيادية، قبل ان يقوده مرحلة الأزمة المالية العالمية في عام 2008، من دون الحاجة لأي تدخل حكومي رسمي. أما الشخصية الثالثة فيجسدها بيل رودز الذي لعب دوراً مهماً، إلى جانب تشارلز دالارا خلال أزمة ديون دول أميركا اللاتينية وهو ما عُرف بـ «خطة سندات برادي» لتحويل الديون الخارجية لهذه الدول.


أعضاء المجلس

● الر ئيس السير جون ميجور رئيس وزراء بريطانيا السابق.
● الامير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية - السعودية.
● الدكتور جوزيف أكرمان رئيس مجلس ادارة مجموعة «زوريخ» للتأمين - سويسرا، رئيس مجلس الادارة السابق لمجموعة «دويتشه بنك»
● عبداللطيف الحمد رئيس الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي - الكويت.
● موكيش أمباني رئيس شركة «ريلاينس» - الهند.
● البروفيسور انطوني كوردسمان رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية - واشنطن.
● تشارلز دلارا رئيس، اميركا الشمالية والجنوبية، مجموعة بارتنرز - سويسرا.
● توم دي سوان رئيس بنك «فان لانشوت» - هولندا والمستشار السابق لمجلس ادارة بنك «ايه بي ان آمرو» - هولندا.
● سوزان سابانجي دينشير رئيسة مجلس وعضو المجلس التنفيذي «آك بنك» - تركيا.
● الدكتور محمد العريان الرئيس التنفيذي لشركة «بيمكو» الاستثمارية - الولايات المتحدة.
● البروفيسور مارتن فيلدستاين الرئيس الفخري للمعهد الوطني للبحوث واستاذ الاقتصاد في جامعة هارفرد - الولايات المتحدة.
● جوه تشوك تونغ رئيس وزراء سنغافورة السابق ووزير فخري اول ومستشار اول هيئة النقد السنغافورية.
● البروفيسور ستيف هانكي استاذ الاقتصاد الدولي في جامعة «جون هوبكنز» - الولايات المتحدة.
● كيس ماس كبير المستشارين في «سيربروس» للاستثمار العالمي ونائب الرئيس الفخري لمجموعة «آي ان جي» المالية - هولندا.
● الدكتور ادوارد مورس العضو المنتدب، رئيس ابحاث السلع العالمية في مجموعة «سيتي غروب» - الولايات المتحدة.
● لبنى سليمان العليان نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة العليان المالية - السعودية.
● ويليام رودز مستشار اول ونائب اول الرئيس السابق لمجموعة «سيتي غروب» - الولايات المتحدة .
● نجيب ساويرس رئيس مجموعة «اوراسكوم تليكوم» - مصر.
● البروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي - سويسرا.


السمعة أساس

ما كان لبنك الكويت الوطني أن يجمع في مجلسه الاستشاري الدولي هذه الأسماء اللامعة التي تملك بصمات واضحة على الساحة العالمية، لولا سمعة البنك الدولية ومكانته المرموقة محلياً وإقليمياً وعالميا.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة