نبض أرقام
14:08
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20
12:03
11:58

ضرورة أم رفاهية؟ .. أهمية وجود جانب أخلاقي للذكاء الاصطناعي

2020/03/04 أرقام

في ظل التطور المستمر الذي تشهده تكنولوجيا المعلومات خصوصاً تلك التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتطور أيضاً إمكانية سوء استخدام البيانات. ومع وجود هذا الكم الهائل من البيانات التي يتم تجميعها وتخزينها وتبادلها، تخاطر المجتمعات الرأسمالية بتسويق البيانات الشخصية على حساب الأفراد بدلاً من استخدامها لتعميق العلاقات المجتمعية.

 

 

في الأعمال التجارية ، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بشكل متزايد كجزء من الأنظمة الذكية التي تحلل كميات كبيرة من البيانات لتحديد الاتجاهات التي ستفيد الشركة، مثل جذب المزيد من العملاء وزيادة الأرباح. ولكن لا ينبغي أن يركز الذكاء الاصطناعي فقط على أرباح النشاط التجاري.

 

الجانب الإنساني

 

قامت شركة "كوجنتيف ورلد" بعمل دراسة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي تضمنت 6000 مستهلك من أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا وألمانيا، وتوصلت إلى أن 69% من المستهلكين أفادوا بأن الشركات لديها الالتزام الأخلاقي الكافي للقيام بما يتوافق مع مصلحة العملاء بل وبقدر أكبر من المنصوص عليه في القانون.

 

القيام بالأمر الصائب لا بد أن يتضمن إجراءات تأخذ بعين الاعتبار كلا من الفرد والمجتمع. فيمكن أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لمنع تسويق بطاقات الائتمان ذات فائدة عالية للعميل المحمل بديون ذات فائدة مرتفعة. أو الاستفادة من تحليلات الجودة التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي لمنع وصول المنتجات المعيبة إلى الأسواق.

 

يقوم عمل الذكاء الاصطناعي على اتخاذ قرارات مبنية على مئات بل الآف النماذج والخوارزميات المعقدة، ولكن ينبغي للقرارات ألا تتمحور حول البيانات بل يجب أن تأخذ في الاعتبار الجانب الإنساني أيضاً من خلال تزويده بالتعاطف مع الأفراد والمجتمعات. من خلال برمجة الذكاء الاصطناعي وتشغيله في إطار أخلاقي، يمكننا تقديم رؤى قوية أكثر تركيزًا على الشخص وليس فقط على بياناته.

 

 

ويمكن إنشاء إطار أخلاقي للذكاء الاصطناعي عن طريق البشر القائمين عليه بحيث تكون التحليلات الخاصة به متفهمة ومقدرة للعامل الإنساني. هذا النوع من الشراكة بين الإنسان والآلة يمنح الشركات القدرة على الاستفادة من مصادر لا حصر لها من البيانات الضخمة بالإضافة إلى التأكد من أن المعرفة المستخرجة من هذه البيانات مفهومة وتستخدم في سياق مناسب. فمنهج التعاطف يمكنه أن يعود بالنفع على الفرد والشركات والمجتمع.

 

على سبيل المثال، أحد المخاوف الرئيسية للحكومات وأصحاب الأعمال هي كيفية تحسين ظروف المعيشة الخاصة بالمواطنين الأكثر احتياجاً. وتشير دراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث في عام 2018 حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشر إلى أن إحدى طرق تعزيز الذكاء الاصطناعي للقدرات البشرية هو إضافة التعاطف كمدخل لأنظمة الذكاء الاصطناعي لتتماشى التكنولوجيا مع المسؤوليات الأخلاقية والاجتماعية.

 

المستقبل

 

في الولايات المتحدة يتم استخدام تطبيق حديث يتبع هذا النهج الأخلاقي لتحليل كميات متباينة من البيانات والمحددات الاجتماعية والحالات الصحية للأفراد. ويقوم التطبيق في الأساس على تحليل البيانات الخاصة بالبيئة المحيطة مثل الأحياء السكنية والتعليم والبيئة والحالة الاقتصادية وقدرة الحصول على الرعاية الصحية. ثم يتم استخدام البيانات لتحديد أفضل السبل لتحسين صحة الأفراد ورفع مستويات التواصل معهم.

 

كما تستخدم المؤسسات البحثية مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التطبيقات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي لدراسة ما يسمونه بـ"التعاطف العميق" والذي يقوم على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأشخاص على تصور وفهم المعاناة التي قد تنتج عن الأحداث الكارثية حول العالم.

 

 

استخدام الذكاء الاصطناعي في أطر أخلاقية وعاطفية يعد أمراً مهماً لإرساء الثقة في الاقتصاد الرقمي والقائم بشكل كبير على تكنولوجيا المعلومات وتنمية ثقة رجال الأعمال والحكومات التي تقوم باستخدام تلك التكنولوجيا على حد سواء.

 

فعلى سبيل المثال، تشير الدراسة سالفة الذكر إلى أن 54٪ ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أنه من الممكن أن يتحيز الذكاء الاصطناعي في صنع القرار و27٪ منهم قلقون من صعود الروبوتات والاستبعاد المحتمل للإنسانية.

 

وتمثل المخاوف السابقة أنواعًا مختلفة من عدم الثقة في الذكاء الاصطناعي. ولكن يمكن للشركات تهدئة تلك المخاوف من خلال التوصل لمنهج أخلاقي وعاطفي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تقليل التحيز البياني وبناء نماذج تحليلية شاملة. كما أن هذا النهج يساعد على تعزيز الثقة بين البشر والآلات. 

 

وأخيراً فإن التعاطف لا يعني المساومة على التطور التكنولوجي وتطبيقاته ولا التضحية بالنتائج. ولكن يمكن تحقيق نجاح اقتصادي طويل الأجل إذا ما نحينا جانباً تعظيم أرباح حملة الأسهم كهدف وحيد. فإذا أردنا الإسراع في المساهمة في اقتصاد  الثورة الصناعية الرابعة، علينا إذن تقديم ضمانات للأشخاص بقدر أهمية بياناتهم.

 

المصدر: فوربس

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة